الجمعة، 4 ديسمبر 2009

مجرد حلم ليس إلا...




حلمتُ حلما جميلا، وتمنيت أن يكون حقيقة.
حلمتُ أن ناهبي الثروات وممتلكات وأموال الدولة قاموا بتخصيص جزء مما نهبوه لإقامة مشاريع سكنية اجتماعية والمساهمة في إعادة هيكلة الأحياء الهامشية وفضاءات السكن غير اللائق وفي تجهيز مدارس وثانويات وكليات وتشييد مستشفيات وكليات وملاعب رياضية ومساحات خضراء تكفيرا، ولو جزئيا، عما اقترفوه في حق أبناء أوسع فئات الشعب المغربي، الذين عاشوا وماتوا تحت عتبة الفقر وتمرغوا في الجهل وارتموا في أحضان أعيان البلد "وكبارها".
حلمتُ أن الديمقراطية التي عُذب ونُفي واختطف أو أُستشهد من أجلها الكثير من المغاربة قد بدأت تتحقق فعلا وتكرس على أرض الواقع المعيش.
حلمتُ أن المحاسبة والمساءلة أضحيتا قاعدة لا ينجو و يفلت منهما أحد مهما كان موقعه أو حسبه ونسبه أو قربه من هذا أو ذاك. وعاينتُ في حلمي، بالألوان الطبيعية، محاسبة ومساءلة الوزير والقاضي والسفير والجنيرال والوالي والمستشار على " الشاذة والفادة ".
حلمت بجرد حصيلة نهب الماضي القريب، من أموال وعقارات وأراضي وضيعات وشركات لإسترجاع ولو جزء منها وإعادة استثمارها في مشاريع تنموية حقيقية تعود بالنفع الأكيد على العباد والبلاد.
حلمتُ أن كل برلماني ومستشار قام بتوظيف شاب معطل ككاتب خاص وخصص له 2000 درهم شهريا مما يتقاضاه كأجر أو تعويض على قيامه بمهمة الدفاع على من يمثلهم، وذلك كشكل من أشكال التضامن والتآزر الوطني وكتفعيل لروح المواطنة مساهمة منه في التخفيف من وطأة بطالة الشباب، رجال الغد القريب.
حلمتُ أن الدولة تخلت عن دعم جملة من الجهات والأنشطة وعادت إلى دعم صندوق المقاصة الآيل للزوال إن آجلا أم عاجلا، باعتبار أن دعم السكر والدقيق والشاي ( مصدر العيش اليومي لملايين الفقراء) هو أولى وربما أجدى من دعم " دوزيم" ومجالات أخرى حاليا.
حلمت بتخفيض الرواتب الطيطانيكية والامتيازات المرتبطة بها للرفع من الرواتب الهزيلة، وبإعفائها من الضرائب لأن كل درهم يؤدى لمصلحة الضرائب يقتطع اقتطاعا من الحاجيات الحيوية لأصحابها.
حلمتُ كذلك بمشاركة المنتخب الوطني لكرة القدم في نهائيات كأس العالم وبصعود الأبطال المغاربة على البوديوم في الألعاب الأولمبية والتظاهرات العالمية.
لكنني استيقظت فصفعتني مظاهر الواقع المر وتمنيت أن أستمتع بحلم وردي آخر في الليلة القادمة ما دامت أحلام النوم لا يطالها النهب والمحاصرة ببلادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق