الاثنين، 17 أغسطس 2009

لغة سنوات الرصاص


2009 / 8 / 16

قيل أن لغة سنوات الجمر والرصاص قد ولت، لكن بمناسبة محاكمة مدير المشعل، إدريس شحتان، لاحظ الجميع لغة مماثلة، تجسدت في الحرمان من شروط المحاكمة العادلة الشيء الذي دفع هيئة الدفاع إلى الانسحاب من القاعة وإصدار بيان يندد بحرمانها من جملة من حقوق الدفاع المتعارف عليها محليا ودوليا.
هذا في وقت تراكمت فيه المحاكمات والمتابعات لإقبار جملة من المنابر التي تسعى إلى تحويل المغرب من مغرب الخيبة إلى مغرب الأمل.
فخلال الوقفة الأخيرة بالأوداية بالرباط، ضد أحرضان وناهبي المال العام والمطالبة بمحاكمتهم على إثر التفويتات العقارية الأخيرة، تأكد كذلك حضور عقلية الهاجس الأمني، إذ تعرض المشاركين فيها لعنف قوات التدخل السريع وهذا يحيلنا على التساؤل القديم – الجديد: من وجب محاكمته؟
في واقع الأمر، جاءت الأطوار الأخيرة لمحاكمة أسبوعية "المشعل" "لتذكرنا أنه لازالت هناك محاولات حثيثة لكبح جماح الصحافة من خلال أساليب قمعية، عنيفة تارة، وهادئة تارة أخرى مثل سن قوانين زجرية تحد من نشاط الصحافة، خصوصا المستقلة منها وجملة من القيود البيروقراطية والتهديدات من قبل الأجهزة الأمنية.
وليس عسيرا على المواطن فهم هذا المنحى، إذ ليس من قبيل الصدفة أن تكون الصحافة المستقلة والحرة هي المستهدفة، باعتبار أنها لعبت (ولازالت) دورا حيويا وغير مسبوق في الكشف عن ملفات الفساد الكبرى التي عرفها المغرب، وقد عاد إليها الفضل في تسليط الأضواء على الكثير من مناطق الظل، في الوقت الذي فرضت عليها الظروف أن تقوم مقام المعارضة التي يبدو أنها اندثرت منذ
مدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق